🌿 *نصيحة لمن ابتُلي بعقوق والديه* 🌿
يا شيخنا الكريم طالب علم ابتلاه الله بعقوق الوالدين فهل من نصيحة لعل الله أن ينفعه بها جزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
*اعلم* ـ وفّقك الله ـ أن الوالدين بابان عظيمان إلى الجنة، وأن حقهما بعد حق الله أعظم الحقوق. قال تعالى:
*{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}* [الإسراء: 23]، فقرن برّهما بعبادته سبحانه، وجعل العقوق كبيرة من الكبائر.
وقد قال النبي ﷺ: *«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «الإشراك بالله وعقوق الوالدين»* (متفق عليه). وقال ﷺ: *«رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد»* (رواه الترمذي). وقال ﷺ: *«ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورَجُلة النساء»* (رواه النسائي). بل وأخبر ﷺ أن عقوبة العاق تُعجَّل في الدنيا قبل الآخرة: *«كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجّله لصاحبه في الحياة قبل الممات»* (رواه الحاكم وصححه الألباني).
وفي المقابل، جاء الوعد العظيم لمن برّ والديه: قال رجل للنبي ﷺ: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: « *الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»* (متفق عليه). وقال ﷺ: *«رغم أنف من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة»* (رواه مسلم). وقال ﷺ *: «الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه»* (رواه الترمذي وصححه الألباني).
~واعلم يا طالب العلم أن العلم إن لم يثمر خشيةً وتزكيةً فهو حجة عليك لا لك. كيف تترقّى في طلب العلم وأنت تسقط في أعظم الواجبات؟! إن من يضيّع والديه لا يُنتفع بعلمه، بل يُخشى أن يكون علمه وبالًا عليه يوم القيامة.~
وأنواع الإحسان للوالدين كثيرة:
*بالقول* : بخفض الجناح ولين الخطاب وترك التأفف.
*بالفعل* : بخدمتهما والقيام على مصالحهما.
*بالقلب* : بمحبة الخير والدعاء لهما في حياتهما وبعد موتهما.
*بالمال* : بالإنفاق عليهما ولو كنت محتاجًا.
فتُب إلى الله توبة نصوحًا، وابذل وسعك في برّهما، واعتذر بين أيديهما، واطلب رضاهما ما استطعت، فإن رضاهما من رضا الله، وسخطهما من سخط الله. واعلم أن الطريق إلى الجنة يمر من بين أقدام الوالدين، وأن حرمانك من برّهما أعظم خسارة ولو كنت من أهل العلم والكتب.
✍🏻أبو المنذر الحوباني
الأحد ٢٣/صفر/١٤٤٧ه