الصور

صورة 1 صورة 2 صورة 3 صورة 4 صورة 5 صورة 6 صورة 7 صورة 8 صورة 9 صورة 10 صورة 11 صورة 12 صورة 13 صورة 14 صورة 15 صورة 16 صورة 17 صورة 18 صورة 19 صورة 20 صورة 21 صورة 22 صورة 23 صورة 24 صورة 25 صورة 26 صورة 1 صورة 1 صورة 1 صورة 1 صورة 1 صورة 1
_____________

الجمعة، 22 أغسطس 2025

(4)نصائح ودرر الشيخ أبي المنذر عمار الحوباني

 💥🚫 العلم نور وسلطان… والعقوق ظلمة وخسران 🚫💥

*يقول السائل:*

أنا أريد طلب العلم والسفر إلى العلامة يحيى الحجوري وأهلي يمنعونني والوالدة تقول إن ذهبت لست راضية عنك بل قالت: "سأتبرأ منك" ووالدي يمنعاني من حضور مجالس الذكر ومحاضرات أهل السنة وطلب العلم ويريدونني أن أدرس في الجامعة وأنا لا أريد خوفًا على نفسي من الفتنة ورغبة بالتوجه إلى طلب العلم فما توجيهكم؟ وجزاكم الله خيرًا

*أقول جوابا على سؤالك وأسأل الله السداد :-*

---
.           *بسم الله الرحمن الرحيم*        . 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وسلم.. 
أما بعد: 
أخي في الله أسأل الله أن يشرح صدرك للحق وأن يثبتك على طريق الهدى وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح

🌿 أولًا: بر الوالدين

اعلم أن بر الوالدين من أعظم القربات وأن عقوقهما من الكبائر قال الله تعالى 📖:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]
وقال سبحانه 📖: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]
وقال جل وعلا 📖: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14]

لكن طاعة الوالدين ليست مطلقة في كل شيء بل إنما تكون في المعروف كما قال النبي ﷺ 📜: «إنما الطاعة في المعروف» [متفق عليه]

فإن منعوك من طلب العلم الشرعي فهذا ليس من المعروف لأن طلب العلم فريضة قال النبي ﷺ 📜: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» [رواه ابن ماجه]

🌿 ثانيًا: هل يجوز السفر بغير رضاهما؟

🔸 إن كان والداك بحاجة إليك حاجة لازمة كأن يقوم أمر البيت عليك أو يحتاجان خدمتك اليومية فابقَ عندهما واصبر وأحسن إليهما واغتنم وقتك في طلب العلم عبر الأشرطة والدروس عن بعد يبارك الله لك ويضاعف أجرك

🔸 أما إن كانا غير محتاجين إليك حاجة ضرورية فاذهب لطلب العلم عند العلماء ولو بغير رضاهما ولا إثم عليك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 📜: «إذا تعارض بر الوالدين والجهاد الواجب قدم الواجب». وطلب العلم من فروض الكفايات وقد يتعين على الشاب إذا لم يوجد غيره

ودليل ذلك قول الله تعالى 📖: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122]

وكم من طلاب العلم في أول أمرهم لاقوا حربًا من أهليهم ثم لما فتح الله عليهم بالعلم وحسن الخلق وحفظ القرآن صار أهلوهم أحب الناس إليهم وأعظمهم فخرًا بهم

🌿 ثالثًا: فضل طلب العلم

قال النبي ﷺ 📜: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة» [رواه مسلم]
وقال ﷺ 📜: «فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب» [رواه أبو داود والترمذي]
وقال ﷺ 📜: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» [متفق عليه]

ففرصة وجود العلماء الأكابر كشيخنا العلامة يحيى الحجوري حفظه الله نعمة عظيمة قل أن تتكرر ومن حرمها فاته خير كثير بل إن الرحلة إلى العلماء في هذا الزمان صارت فرصة نادرة فهم صمام أمان للأمة والناس يأتون إليهم من كل مكان ومن مختلف البلدان لأن دور الحديث ومراكز العلم لا تزال عامرة بفضل الله ثم بجهود هؤلاء الأئمة الراسخين وإن دار الشيخ يحيى الحجوري عامرة بالدروس في شتى الفنون من العقيدة والتفسير والفقه والحديث واللغة وغيرها وفيها اجتهاد وبذل وفيها مدرسون في كل فنون العلم والشيخ لا تزال دروسه قائمة متصلة لا تنقطع فهو عالم مجتهد في العلم والتعليم والتدريس والنصح للأمة فرزقك الله صحبة العلماء فإنها باب خير ونجاة

🌿 رابعًا: خطر الجامعات المعاصرة

اعلم أن كثيرًا من الجامعات اليوم لا تخرج طلابًا يعرفون الفقه في الدين بل تغرقهم في مناهج دنيوية واختلاط وفتن حتى إن كثيرًا من الخريجين لم يفلحوا لا في دينهم ولا في دنياهم

🔹 ومن أبرز مفاسد الجامعات في هذا الزمان ما يلي:

1⃣ الاختلاط بين الذكور والإناث
📜 قال النبي ﷺ: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» [متفق عليه]

2⃣ انتشار التبرج والسفور
📖 قال الله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]

3⃣ ضعف تدريس العلوم الشرعية
📜 قال النبي ﷺ: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» [متفق عليه]

4⃣ الانشغال بالدنيا عن الآخرة
📖 قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [المنافقون: 9]

5⃣ وجود المناهج المنحرفة والفكرية
📖 قال الله تعالى: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾ [يونس: 32]

6⃣ صحبة السوء وانتشار الأفكار الهدامة
📜 قال النبي ﷺ: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» [رواه أبو داود والترمذي]

 

7⃣ قلة الخشية وضعف الإيمان
📖 قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]

8⃣ ضياع الأوقات وإهدار الأعمار
📖 قال الله تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾ [المؤمنون: 115]

9⃣ التباهي بالشهادات الفارغة
📜 قال النبي ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [رواه مسلم]

🔟 توليد الكِبر والعُجب بالنفس
📖 قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان: 18]
📜 وقال النبي ﷺ: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر» [رواه مسلم]

1️⃣1️⃣ فساد القلوب وقسوتها
📖 قال الله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الزمر: 22]
📜 وقال النبي ﷺ: «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» [متفق عليه]

2️⃣ 1⃣نشر الشبهات والتشكيك في الدين
📖 قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ﴾ [الأنعام: 121]

3️⃣1⃣ تعظيم القوانين الوضعية والبعد عن الشريعة
📖 قال الله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 50]

 تكوين جيل مادي بلا روح إيمانية
📖 قال الله تعالى: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الروم: 7]

4⃣1⃣ إشغال الشباب عن العلم الشرعي ومجالس العلماء
📖 قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا﴾ [النساء: 61]
---
🌿 خامسًا: كلمة أخيرة
العلم باب نجاة من الفتن ومن تمسك به حفظه الله في دينه ودنياه
قال الله تعالى 📖: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]
وقال النبي ﷺ 📜: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء» [متفق عليه]

فإن رأيت أن بقاءك عند والديك مع الاجتهاد في طلب العلم عن بعد يحقق المصلحة ويزيل الفتنة فافعل واحتسب الأجر فالعبرة بالإخلاص لا بكثرة الأسفار وإن وجدت أن سفرك لا يضرهم فتوكل على الله واصبر على ما تلقى وسيجمع الله لك الخير ويرزقك رضاهما بعد حين. 

 تذكّر أن رضا الله هو الغاية وأن الوالدين مهما غضبا اليوم فإنهما لا محالة يرضيان إذا رأياك عالمًا راسخًا حسن الأخلاق نافعًا لدينك وأمتك
---
✍🏻 كتبه أبو المنذر عمار الحوباني
شحوح – سيئون – حضرموت
بعد فجر يوم الخميس 27 صفر 1447 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.